أسدل الستار اليوم على مشوار فني حافل برحيل الفنان القدير نعيم عيسى، الذي توفي عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض قضاها بين أجهزة التنفس الصناعي والعناية المركزة في أحد مستشفيات الإسكندرية. رحل الجسد أخيرًا، لكن البصمة التي تركها لا تُنسى، ترافقها دعوات الملايين ممن أحبوه على مدار سنوات عطائه في المسرح والسينما والتليفزيون.
تعرف على اللحظات الأخيرة في حياة نعيم عيسى من هنا
نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي نعى الراحل بكلمات مؤثرة، واصفًا إياه بالفنان الموهوب والخلوق، داعيًا له بالرحمة والمغفرة، وموجهًا العزاء لأسرته ومحبيه.
ووفق ما أعلنه سامي عيسى نجل الفنان الراحل، تُشيّع جنازة نعيم عيسى بعد ظهر الثلاثاء من مسجد المنارة بمحافظة الإسكندرية، حيث يُدفن وسط أهله وناسه الذين لطالما أسعدهم بحضوره على الشاشة.
نهاية رحلة موجعة
خلال الأيام الأخيرة، كانت الحالة الصحية للفنان متدهورة للغاية. توقّف قلبه مرتين، وتعرض لنوبات متكررة من فقدان الوعي، مع إصابته بالتهاب رئوي حاد جعله يعتمد على أجهزة التنفس الصناعي من خلال شق حنجري. ابنه كان قد طلب من الجمهور الدعاء له، مؤكداً أنه لا يستجيب للعلاج وأنه في حالة حرجة، لكن القدر شاء أن تكون النهاية في صمت، بعد سنوات من الإبداع.
بداية من المسرح.. وتألق في الشاشة
ولد نعيم عيسى في حي الجمالية بالقاهرة في 6 يناير 1933، وبدأ مشواره الفني من الإسكندرية عبر مسارح قصور الثقافة والمسرح العسكري البحري في الستينيات. لاحقًا، التحق بفرق مسرحية بارزة، بينها فرقة عبد المنعم مدبولي وفرقة الإسكندرية المسرحية.
برع في تقديم أدوار الكوميديا والتراجيديا معًا، وامتلك قدرة خاصة على رسم البسمة أو إثارة التعاطف، حسب طبيعة الشخصية.
من أشهر أعماله المسرحية:
“الواد سيد الشغال” مع الزعيم عادل إمام، و”ريا وسكينة” مع شادية وسهير البابلي.
نعيم عيسى في السينما والتلفزيون
رغم سطوعه على المسرح، إلا أن نعيم عيسى لم يغب عن الشاشة الكبيرة والصغيرة، وشارك في أعمال سينمائية مهمة مثل:
“الباشا تلميذ”، “المتسول”، “حنفي الأبهة”، “المواطن مصري”، و”الجوع” والشيطانة التي أحبتني.
وفي الدراما التلفزيونية، قدم عشرات الأدوار في مسلسلات بارزة منها:
“ليالي الحلمية” (الجزء الثاني)، “ضمير أبلة حكمت”، “الملك فاروق”، “المصراوية”، “شارع عبد العزيز”، و**”إسماعيل يس .. أبو ضحكة جنان”**.
مرض نعيم عيسى
الفنان الذي أضحك قلوبنا، أوجعه المرض في سنواته الأخيرة، وها هو اليوم يغادر وقد طوى صفحة موجعة من الألم، لكن ملامحه ستبقى خالدة في الذاكرة. نعيم عيسى لم يكن نجمًا من الصف الأول، لكنه كان من أولئك الذين لا يكتمل المشهد بدونهم.
وداعًا نعيم عيسى، ارتحت من التعب، وتركت لنا إرثًا نحكيه لأجيال لم تولد بعد.