سلوى أبو زيد
مصطفى متولي.. كان يستطيع أن يرفع حاجبه ويصمت، فتفهم أنه ينوي الانتقام. يقطب جبينه فيتوتر المشهد، ومع ذلك، لم يكرهه أحد. هذه المعادلة الصعبة لم يتقنها كثيرون، لكن مصطفى متولي فعلها دون ادعاء، فأحبه الناس في كل أدواره حتى حين كان يقف في صف الأشرار، وكثيرا ما فعل.
تمر اليوم 25 سنة على رحيل مصطفى متولي، الوجه الذي اعتاد عليه الجمهور في عشرات الأعمال، والممثل الذي ركز أكثر على تقديم شخصيات حقيقية، مهما كان حجمها، وفي يوم 5 أغسطس 2000، وبعد عرض مسرحيته الأخيرة بودي جارد، غاب فجأة عن الحياة.
لن أعيش في جلباب أبي
رغم تنوع الأدوار، ارتبط الجمهور به أكثر من خلال الشخصيات القاسية، سواء كان زعيم عصابة، أو معلم بلطجي، أو أي شخص “رخم” في الحياة، لكن خلف تلك الملامح الحادة، ظل هناك شيء لا يفسَر، جعل الجمهور يراه على حقيقته، شخص طيب، حتى في قسوته.
من أبرز محطاته، شخصية محفوظ سردينة في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، هذا المسلسل الأشهر في فترة التسعينيات من القرن الماضي.

أفلام مصطفى متولي وعادل إمام
ومع علاقته القوية بعادل إمام، إذ تزوج أخته وجمعته به علاقة صداقة قوية منذ الدراسة بالمعهد، كان شريكًا حقيقيًا في نجاحات مسرحيات مثل الزعيم والواد سيد الشغال، وأفلام مثل اللعب مع الكبار، حنفي الأبهة، الإرهابي، جزيرة الشيطان، سلام يا صاحبي، رسالة إلى الوالي، النمر والانثى، بخيت وعديلة، والمولد.
https://plato9.com/
سيد سبرتو شهادة تمثيل
من أكثر الأدوار التي تثبت جدار مصطفى متولي هو دور محفوظ سردينة بتحولاته بين الشر والخير، وأيضا دور سيد سبرتو في فيلم “شمس الزناتي” فهو البلطجي شارب الخمر الذي يدافع عن الضعفاء.
في أحد حوارات النجم الراحل مصطفى متولي قال: “أنا ممثل، لما يجيلي دور فيه تحدي، بعمله، حتى لو مش بطل، المهم أصدق الدور، والجمهور هيصدقني”، وكان صادقًا بالفعل، وهو ما جعل الناس تتقبله مهما اختلفت ملامح شخصياته، بل ينتظرونه ويبتسمون له حتى لو كان يخطط للجريمة في المشهد التالي.